ضعف الإنتاج البحثي الإبداعي في العالم العربي: المظاهر والمعوقات والحلول مع التركيز على العلوم الإدارية
الملخص
تعالج هذه الدراسة مشكلة ضعف الإنتاج الإبداعي للباحثين العرب في محيط تخصصاتهم في العلوم الاجتماعية والإنسانية مع التركيز على العلوم الإدارية، وتستهدف الدراسة بشكل رئيس تحديد المعوقات الكبرى التي أنتجت هذه المشكلة في المحيط الأكاديمي العربي، كما تستهدف إبراز أهم مظاهر تلك المشكلة مع وضع إطار مقترح للعلاج. وقد اتبعت هذه الدراسة المنهج الوصفي في إطار ما أسمته بـ "النقد الثقافي الحضاري". وقد خلصت الدراسة بعد بيان أهمية الإبداع في المجال البحثي إلى تحديد ثلاثة مظاهر رئيسة لضعف الإنتاج البحثي الإبداعي تتمثل في: (1) ضعف الإبداع في بناء النظريات والنماذج العلمية الجديدة، (2) غلبة النمط الكمي في البحث العربي، (3) ضمور الإبداع المصطلحي، كما توصلت الدراسة إلى تحديد المعوقات الكبرى للإنتاج البحثي الإبداعي وهي: (1) عدم الانبثاق من الإطار الحضاري العربي الإسلامي، (2) افتقاد الإطار المعرفي (الإبستمولوجي) الإسلامي، (3) ضعف مستوى "الأنفة الثقافية"، ويعكس مفهوم "الأنفة الثقافية" مستوى قناعة وقبول الأكاديميين العرب ثقافياً وحضارياً ونفسياً ونظرياً لتبني نماذج ونظريات فلسفية ومعرفية لا تتناغم مع المركّب الحضاري العربي الإسلامي، وقد اقترحت الدراسة ثلاثة حلول عملية لعلاج تلك المشكلة: (1) صناعة الباحث المبدع، (2) تعزيز البحث الكيفي "النوعي"، (3) تأسيس علم المصطلح الإداري. وقد بلورت الدراسة بعض التوصيات الهامة للأبحاث المستقبلية وللمؤسسات العلمية والثقافية.