تدريس ودمج مهارات التفكير الإبداعي في بعض مقررات العلوم الإدارية: إطار مقترح
الملخص
ينتج المبدعون الطاقة التي تحقق مشاريع التحضر والتمدن في أي مجتمع إنساني، حيث يتوفر الإبداع على مجموعة من المهارات العقلية والخصال النفسية التي تمكن الإنسان من التحليق في فضاءات جديدة والخروج عن دوائر التقليدية والنمطية في التفكير والإستراتيجية والأداء؛ ليتوصل الأفراد والمنظمات من خلال ذلك كله إلى إنتاج "الجديد المفيد"، الأمر الذي يؤكد على أهمية بناء بيئة الإبداع في كافة منظوماتنا التربوية والاقتصادية والثقافية. وقد أكدت العديد من الأبحاث العلمية على أن المنظمات تعاني من ضعف مستوى المهارات الإبداعية لدى خريجي العلوم الإدارية (الإدارة - التسويق - المحاسبة - الاقتصاد ...).
ويستهدف هذا البحث بشكل محوري وضع المفردات الأساسية للإطار العلمي الذي يحكم عملية تدريس ودمج مهارات التفكير الإبداعي في العلوم الإدارية مع مراعاة البعد الثقافي الحضاري لعالمنا العربي والإسلامي، مع ما يتضمنه ذلك من بناء نموذج يُسترشد به في عملية تدريس ودمج مهارات التفكير الإبداعي في المقررات الدراسية عموماً وفي التعليم الإداري خصوصاً؛ ، كما يستهدف مراجعة وتحليل الأدبيات العلمية ذات الصلة، وفي ذلك نوع من الإسهام النظري والتطبيقي في محاولة جادة لتطوير التعليم الإداري وفق متطلبات سوق العمل الذي يؤكد على أهمية تطوير القدرات الإبداعية للطلاب والطالبات في كليات العلوم الإدارية.
وقد اقترح البحث نموذجا مكونا من خمسة أبعاد أساسية هي: مادة الإبداع - معلم الإبداع- متعلم الإبداع - مهارات الإبداع - بيئة الإبداع. ويتضمن كل بعد العديد من الخصائص والسمات التي يلزم توافرها لضمان تحقيق أعلى درجة ممكنة من النجاح في عملية تدريس ودمج مهارات التفكير الإبداعي، كما اقترح بعض المقررات الجامعية ليتم دمج تلك المهارات في موادها العلمية في ضوء مجموعة من المعايير المنهجية.