انعكاسات الأزمة المالية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على الاقتصاد المصري: نموذج قياسي

تتفق معظم الدراسات الحديثة في الموضوع على انتشار تأثير الأزمة المالية التي انطلقت من الاقتصاديات الغربية الكبرى إلى الدول النامية، وتتوقف درجة هذا التأثير على مستوى التبادل التجاري وحجم الاستثمار الأجنبي. وقد أفاد تحليل الارتباط بطريقة النافذة المتحركة Moving Window Correlation في تأكيد ارتباط الدورة الاقتصادية في مصر مع كل من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، لكن لوحظ تراخي هذا الارتباط لفترة وجيزة خلال  عنفوان الأزمة وقد فسرنا ذلك بتطبيق الحكومة المصرية سياسات وقتية تسعى لإظهار حالة من الاستقرار الاقتصادي. أما تحليل الانحدار فقد هدف إلى عمل تقدير قياسي لأثر فترة الأزمة العالمية الراهنة على أداء الاقتصاد المصري في ضوء ارتباطه التجاري الوثيق مع كل من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، وقد أظهرت نتائج التحليل أن الاختلالات في حالة الاقتصاد المصري خلال الفترة التي مرت من الأزمة لا يمكن عزوها مباشرة إلى العلاقة التجارية والمالية مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، بل هي حالة موروثة من أوضاع الاقتصاد المصري قبل فترة الأزمة، أو انتقلت عبر وسائل غير مباشرة مثل نقص تحويلات العاملين في الخارج وضعف النشاط السياحي.